عن عبد الله بن زيد بن عاصم
المازني قال: «خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي، فَتَوَجَّهَ
إِلَى القِبْلَةِ يَدْعُو وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ
فِيهِمَا بِالقِرَاءَةِ»([1]).
وفي لفظ: «إِلَى الْمُصَلَّى»([2]).
أما نحن، فكم نستسقي ونستسقي ونستسقي، ولا يحصل
شيء، لأننا لم نتب إلى الله عز وجل توبة صحيحة، ونتضرع إليه، وإلا لو صدق المسلمون
في الاستسقاء، وأنابوا إلى الله، لأنزل الله عليهم المطر؛ كما حصل في زمن النبي
صلى الله عليه وسلم وزمن الصحابة، فعلينا مع صلاة الاستسقاء أن نتوب إلى الله عز
وجل، وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونتعاون على البر والتقوى؛ حتى يستجيب
الله لنا، أما مجرد صلاة من غير تغيير، من غير تحول من حالة المعصية إلى حالة
الطاعة، فهذا لا يجدي شيئًا، فصلاة الاستسقاء سنة مؤكدة ومهمة جدًا.
هذا الحديث فيه
مسائل عظيمة في الاستقساء:
أولاً: فيه الخروج في صلاة
الاستسقاء إلى الصحراء، فيصلونها في مكان صلاة العيد، هذا هو السنة، فإذا كان هناك
مكان خال من البنيان أي: ما خارج البنيان، فإن السنة أن يخرجوا إليه، وإذا لم
يمكن، فيصلونها في الجوامع، هذه مسألة.
المسألة الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا، وتوجه إلى القبلة، وهذا فيه مشروعية الدعاء بنزول الغيث والتوجه إلى القبلة حال الدعاء، وهذا غير
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1024)، ومسلم رقم (894).