كتاب الطهارة
أول أبواب الفقه كتاب الطهارة؛ لأن الصلاة هي
الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين؛ لأن أركان الإسلام خمسة؛ شهادة أن
لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم
رمضان، وحج بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلاً. فالركن الأول وهو الشهادتان
موضوعه كتب التوحيد، كتب العقائد، فهذا أفرد بمؤلفات، والركن الثاني من أركان
الإسلام الصلاة، ولما كانت الصلاة لا تصح إلاَّ بالطهارة، بدأ بكتاب الطهارة؛ لأن
من شروط صحة الصلاة، بل أعظم شروط صحة الصلاة الطهارة، فبدأ بذلك، وأورد الأحاديث
الواردة في أحكام الطهارة.
والطهارة في اللغة: النزاهة والنظافة من الأقذار الحسية والمعنوية، هذه هي الطهارة، طهارة من الأحداث، وهي نواقض الوضوء مثلاً، طهارة من الأخباث، وهي النجاسات، فالطهارة في اللغة: هي النظافة والنزاهة من الأقذار الحسية - مثل ما ذكرنا -، والمعنوية مثل الشرك والخبائث: ﴿إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ﴾ [النمل: 56]، لما كان آل لوط يتطهرون من اللواط الذي يفعله قومهم، ومن ثم قالوا: ﴿قَالُوٓاْ أَخۡرِجُوٓاْ ءَالَ لُوطٖ مِّن قَرۡيَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ﴾ [النمل: 56]، يتطهرون من هذه الفاحشة، فهذه الطهارة معنوية، وهي الطهارة من الأقذار المعنوية، وهي الخبائث.