كيفية فعلها؛ حتى
تكون موافقة للسنة، سليمة من المخالفة والبدعة، وفي هذا وجوب الرجوع إلى سنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم في العبادات وغيرها، فأجابهم المسؤول، والصحابي الذي
أجابهم بالفعل، علمهم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفعل؛ ففي هذا التعليم
بالفعل؛ لأنه أبلغ من التعليم بالقول، فهذا معنى قوله: «فَتَوَضَّأَ لَهُمْ
وُضُوءَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم »؛ أي: وضوءًا يشبه وضوء رسول الله
صلى الله عليه وسلم، أتوا له بتور فيه ماء، والتور -بالتاء-: إناء، يقول المؤلف:
يشبه الطست. وفي قول آخر: إنه هو الطست، فهو إناء يجعل فيه الماء، يكون من صفر -
وهو المعدن المعروف -، ويكون من خشب، هذا هو التور.
«فَأَكْفَأَ عَلَى
يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاَثًا»، هذا فيه استحباب
غسل الكفين في بداية الوضوء، وكما سبق إن كان قائمًا من نوم الليل، فغسلهما واجب،
وإن كان غير قائم من نوم الليل، فإنه يستحب غسلهما قبل الوضوء.
وقوله: «أَكْفَأَ»؛ يعني: أمال، أمال
الإناء، فغسلهما خارجه، خارج الإناء، ولا يغسلهما داخل الإناء ثلاث مرات، غسل كفيه
«تثنية كف»، والكف هو: ما كان من مفصل الكوع، والكوع هو المفصل الذي يجمع بين الكف
والذراع، هذا هو الكوع، فالكف يراد به اليد، وهي هذا العضو الذي يأخذ الإنسان به
ويعطي ويقبض، هذا هو الكف.
«فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاَثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي التَّوْرِ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاَثًا، بِثَلاَثِ غَرَفَاتٍ»، سبق لنا معنى المضمضة ومعنى