عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه قال:
شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي حَسَنٍ، سَأَلَ عَبْدَ الله بْنَ زَيْدٍ، عَنْ
وُضُوءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَتَوَضَّأَ
لَهُمْ وُضُوءَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم «فَأَكْفَأَ عَلَى يَدَيْهِ مِنَ
التَّوْرِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاَثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي التَّوْرِ،
فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاَثًا، بِثَلاَثِ غَرَفَاتٍ، ثُمَّ
أَدْخَلَ يَدَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي
التَّوْرِ، فَغَسَلَهُمَا مَرَّتَيْنِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ
فِي التَّوْرِ، فَمَسَحَ رَأْسَهُ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ مَرَّةً
وَاحِدَةً، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ»([1]).
وفي رواية: «بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ
حَتَّى ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى
الْمَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ»([2]).
وفي رواية: أَتَانَا رَسُولُ الله صلى الله
عليه وسلم، فَأَخْرَجْنَا لَهُ مَاءً فِي تَوْرٍ مِنْ صُفْرٍ ([3]).
التور: شبه الطست.
في هذا الحديث أن جماعة من الصحابة سألوا عن كيفية وضوء النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليقتدوا به في ذلك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم هو القدوة؛ كما قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21]؛ أي قدوة، ففي جميع العبادات في الوضوء وغيره يقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم في