مَا الْعَضْهُ؟» يعني: السحر، قال: «هِيَ
النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ»([1])، وسميت النميمة
سحرًا؛ لأنها تعمل عمل السحر في الإفساد بين الناس، فهي حرفة خطيرة، كثير من الناس
يتساهل بها، ولا يلقي لها بالاً، وهي بهذه الفظاعة.
وأما كونه صلى الله
عليه وسلم أخذ جريدة رطبة، فشقها، ووضعها على القبرين، «قال: «لَعَلَّهُ
يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا»»، فهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم،
بدليل أن الصحابة رضي الله عنهم لم يعملوا هذا، ولا يحضرون جريدًا أو خوصًا،
ويصفونه على القبر، أو يغرسون شجرًا على القبر، فلو كان هذا مشروعًا، لفعله
الصحابة، ولم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم إلاَّ مرة، وأيضًا نحن كيف نعرف أن
الميت يعذب؟ هذا من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز وضع الجريد أو
الخوص أو الأشياء الخضراء على القبر - كما يفعله المبتدعة -؛ لأن هذا لم يفعله
صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم من بعده، دل هذا على أنه من خصائصه صلى الله عليه
وسلم.
وفي الحديث دليل على
مسألة مهمة من مسائل العقائد، وهي إثبات عذاب القبر، والأحاديث في إثبات عذاب
القبر متواترة، وإثباته والإيمان به هو مذهب أهل السنة والجماعة، ولا ينكر عذاب
القبر إلاَّ المبتدعة أو الملاحدة.
*****
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2606).
الصفحة 19 / 670