×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ»([1]).

 

حذيفة بن اليمان الصحابي الجليل صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي كان يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا عن الفتن خشية أن تصيبه، قال: «كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي»([2])، فهو حريص رضي الله عنه على معرفة الفتن في الدين من أجل أن يتجنبها إذا حدثت، فكان كثير السؤال عنها.

وهو وأبوه صحابيان، حذيفة صحابي، وأبوه اليمان صحابي، واسمه حسيل، اليمان اسمه حسيل، وقد قتله المسلمون خطأ؛ يظنونه من الكفار، يعني: اليمان الذي هو والد حذيفة قتل في وقعة أحد خطأ رضي الله عنه.

«كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم » «كَانَ» هذا يفيد الاستمرار، وأن هذه عادته صلى الله عليه وسلم.

«إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ»، «يَشُوصُ» يعني: يمسح فاه بالسواك، والشوص معناه: الغسل، فمعنى «يَشُوصُ» يعني: يزيل رائحة النوم من فمه بالسواك؛ أي بالاستياك أو بالمسواك، الذي هو الآلة.

«يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ»، و«فَاهُ» يقولون: هذا من الأسماء الخمسة، التي ترفع بالواو، وتجر بالياء، وتنصب بالألف، الأسماء الخمسة التي


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (245)، ومسلم رقم (255).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3606)، ومسلم رقم (1847).