«بين سحرها
ونحرها»([1])، وتوفى رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وهو في هذا المكان من عائشة رضي الله عنها.
قالت: «دَخَلَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ» أخوها، وهو أكبر أولاد أبي بكر الصديق،
وهو شقيق لعائشة رضي الله عنها
«وَمَعَ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ سِوَاكٌ رَطْبٌ»، معه سواك أخضر.
«فَأَبَدَّهُ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بَصَرَهُ»، يعني: ينظر إليه، ويطيل
النظر إليه، لكنه لا يستطيع صلى الله عليه وسلم أن يتكلم، ففهمت عائشة رضي الله
عنها رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا السواك، فأخذته من أخيها، ثم هيأته،
وطيبته؛ يعني: أصلحته.
«فَقَصَمْتُهُ»؛ أزالت القشرة التي
عليه، وهيأته للاستعمال، وأعطته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستاك به صلى
الله عليه وسلم، ثم «رفع يده - أو إصبعه - ثم قال: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى»
- ثَلاَثًا -، ثُمَّ قَضَى صلى الله عليه وسلم؛ يعني: خرجت روحه والرفيق الاعلى هم
الذين ذكرهم الله في قوله: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ
وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ
ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ
أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا﴾ [النساء: 69]، هؤلاء هم الرفيق
الاعلي، طلب من ربه أن يجعله مع الرفيق الاعلي، ثم قضي صلى الله عليه وسلم.
فهذا الحديث فيه
فوائد عظيمة:
الفائدة الأولي: فيه فضيلة عظيمة لعائشة رضي الله عنها؛ حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم مرض في بيتها، وتوفي ورأسه في حجرها، وأنها قامت بخدمته في هذه