الحال، وفهمت ما يريد، فهيأت له ما يريد، فهيأت
له السواك، ودفعته إليه، فاستعمله، هذه كلها من فضائل عائشة رضي الله عنها.
الفائدة الثانية: فيه مشروعية السواك،
واستحباب السواك؛ حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته استعمله، وطلبه،
فدل على فضيلة السواك.
الفائدة الثالثة: فيه جواز استعمال
السواك الرطب، لا يتعين أن يكون السواك يابسا، بل لو كان رطبا؛ لأنه يحصل به ما
يحصل بالعود اليابس.
الفائدة الرابعة: فيه خدمة أهل العلم
والفضل، خدمة الزوجة لزوجها؛ فإن عائشة رضي الله عنها خدمت الرسول صلى الله عليه وسلم
في هذه الحالة.
الفائدة الخامسة: فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر، يجري عليه ما يجري على البشر، فيمرض، ويموت، فمرض صلى الله عليه وسلم؛ كما يمرض الناس، ومات كما يموت بنو آدم، قال سبحانه: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ﴾ [آل عمران: 144]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٞ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ٣٠ ثُمَّ إِنَّكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عِندَ رَبِّكُمۡ تَخۡتَصِمُونَ﴾ [الزمر: 30- 31]، وقال سبحانه: ﴿وَمَا جَعَلۡنَا لِبَشَرٖ مِّن قَبۡلِكَ ٱلۡخُلۡدَۖ أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ ٱلۡخَٰلِدُونَ﴾ [الأنبياء: 34]، ففيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم مرض، أصابه المرض، وأصابته سكرات الموت، ومات صلى الله عليه وسلم، وفي هذا رد على المخرفين، الذين يقولون: أن الرسول لم يمت، وأنه لا يزال حيَّا، وأنه يأتي إلي الناس، ويحضر مجالس الصوفية، ويحضر في احتفال المولد المبتدع. هذا كله من الأكاذيب والخرافات، الرسول صلى الله عليه وسلم توفي كغيره