×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 النبي صلى الله عليه وسلم، فهو الذي يقبل، ويشفع عند ربه؛ حتى يفصل بين الناس، ويريحهم من الموقف، ويكون هذا هو المقام المحمود، الذي وعده الله تعالى به في قوله تعالى: ﴿عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا [الإسراء: 79]، هذا خاص به صلى الله عليه وسلم، سمي بالمقام المحمود؛ لأنه يحمده عليه الأولون والآخرون صلى الله عليه وسلم، فهذه هي الخمس: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأُحِلَّتْ لِي المَغَانِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لأَِحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً»، هذه الخصائص الخمس، والشاهد منها قوله: «وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا»، هذا فيه التيمم، التيمم على وجه الأرض، وأنه يكفي عن الماء، وفيه أن الأرض كلها صالحة للصلاة فيها إلاَّ ما استثنى من الحمام والحش - سبعة مواطن ينهى عن الصلاة فيها -، ومعاطن الإبل، وقارعة الطريق، هذه المواطن تخصص، وما عداها مباح، فكل الأرض صالحة للصلاة فيها.

*****


الشرح