بدينهم، فإن الله
يسلط عليهم عدوهم، فلا يوجد هذا الرعب من المسلمين وهذا الخوف في الكفار، إلاَّ
إذا كان بالمسلمين قوة إيمان وقوة سلاح؛ قوتان: قوة الإيمان، وقوة السلاح.
«وَأُحِلَّتْ لِي
المَغَانِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لأَِحَدٍ قَبْلِي»، الغنائم هي: ما يؤخذ من
أموال الكفار في الجهاد، وما يستولي عليه المسلمون من أموال الكفار في الجهاد، هذه
هي المغانم، وهذا موجود في الأمم السابقة؛ أنهم يجاهدون الكفار، ويسبون أموالهم،
ولكن لا تحل لهم، بل تنزل نار من السماء، فتحرقها، فلما بعث هذا النبي صلى الله
عليه وسلم، أحل الله له الغنائم، قال تعالى: ﴿فَكُلُواْ
مِمَّا غَنِمۡتُمۡ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [الأنفال: 69]، ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ
ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 1]، ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا
غَنِمۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ﴾ [الأنفال: 41]، إلى آخر الآيات،
الله أحل الغنائم بالقرآن وبهذا الحديث وغيره للمسلمين، وأطيب المآكل وما كان من
المغانم؛ لقوله تعالى: ﴿حَلَٰلٗا﴾ [الأنفال: 69]، أطيب الكسب هو المغانم في سبيل الله عز وجل.
«وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ»؛ الشفاعة العظمى في الموقف، إذا حشر الناس، وطال عليهم الوقوف، طلبوا الشفاعة من الأنبياء؛ من أولي العزم - إبراهيم، وموسى، وعيسى -، ثم ينتهون إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فالأنبياء يعتذرون، والنبي صلى الله عليه وسلم إذا انتهت إليه، يقبلها، يذهبون إلى آدم، ثم يذهبون إلى نوح عليه السلام، ثم إلى موسى، ثم إلى عيسى، ثم يأتون إلى