×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن عائشة رضي الله عنها أن فاطمة بنت أبي حبيش: سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنِّي أُسْتَحَاضُ فَلاَ أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلاَةَ، قَالَ: «لاَ إِنَّ ذَلِكِ عِرْقٌ، وَلَكِنْ دَعِي الصَّلاَةَ قَدْرَ الأَيَّامِ الَّتِي كُنْتِ تَحِيضِينَ فِيهَا، ثُمَّ اغْتَسِلِي وَصَلِّي»([1]).

وفي رواية: «وَلَيْسَتْ بِالحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الحَيْضَةُ: فَاتْرُكِي الصَّلاَةَ فِيهَا، فَإِذَا ذَهَبَ قَدْرُهَا، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي»([2]).

 

هذه فاطمة بنت أبي حبيش سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وقالت: «إِنِّي أُسْتَحَاضُ فَلاَ أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلاَةَ، قَالَ: «لاَ إِنَّ ذَلِكِ عِرْقٌ»، فهي قد علمت أن الحائض لا تصلي، وإنما أشكل عليها أمر الاستحاضة: هل هي مثل الحيض؟ الحيض عرفنا تعريفه فيما سبق.

أما الاستحاضة: فهي خروج الدم في غير أوانه، سواء بصفة مستمرة، أو بصفة غير مستمرة، لكنها تزيد على فترة الحيض، والفرق بين الحيض والاستحاضة من ناحية الدم: أن دم الحيض له علامات يعرف بها؛ أنه ثخين، وأنه أسود، وأنه منتن، وأما دم الاستحاضة، فإنه أحمر وخفيف، ليس ثخينا، وليس فيه رائحة، وأن الحيض يخرج من قعر الرحم، أما الاستحاضة، فهي تخرج من أدنى الرحم، وهي نزيف، والحيض دم طبيعة وجبلة، أما الاستحاضة، فهي نزيف، وليست دم طبيعة ولا جبلة، فحكم المستحاضة حكم الطاهرات؛ لأنها تصلي


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (325).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (306)، ومسلم رقم (333).