«وَالشَّمْسُ
حَيَّةٌ»؛ يعني: بيضاء، دل على أنه يقدم العصر؛ لأنهم يصلون مع النبي صلى الله عليه
وسلم، ويذهبون إلى رحالهم في أقصى المدينة والشمس حية، دل على أنه يقدم العصر،
ويصليها في أول وقتها.
قال الراوي: «ونسي
ما قال في المغرب»، هذا سبق بيانه في الأحاديث أنه يصليها إذا غربت الشمس.
«وَكَانَ
يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ العِشَاءَ»، فدل على أن تأخير العشاء
إذا لم يترتب عليه مضرة أنه أفضل، أما إذا ترتب عليه مضرة بالناس وانتظاره، فإنه
يقدم؛ كما في الحديث الذي سبق، أنه إذا رآهم اجتمعوا، عجل؛ رفقًا بهم، وإذا رآهم
تأخروا، أخر، هذا في صلاة العشاء.
وأما الفجر، فكان
يصليها، وينصرف منها «حِينَ يَعْرِفُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ»، دل على أنه عند
الدخول في الصلاة لا يعرف الرجل من بجانبه لشدة الظلام، وإنما يعرفه بعدما يسلم.
«وَكَانَ يَقْرَأُ بِالسِّتِّينَ إِلَى المِائَةِ»؛ ستين آية، كان يقرأ بالستين إلى مائة آية، يعني: يطيل القراءة صلى الله عليه وسلم، وقراءة الرسول صلى الله عليه وسلم مترسلة مرتلة: ﴿أَوۡ زِدۡ عَلَيۡهِ وَرَتِّلِ ٱلۡقُرۡءَانَ تَرۡتِيلًا﴾ [المزمل: 4]، إذا كان يقرأ بالستين آية يرتلها، أو بمائة آية يرتلها، وينصرف حين يعرف الرجل جليسه، هذا دليل على أنه يدخل فيها مبكرًا، بعد طلوع الفجر مباشرة، وفيه دليل على إطالة القراءة في صلاة الفجر؛ عملاً بقوله تعالى: ﴿وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ﴾ [الإسراء: 78]، سمى صلاة الفجر قرآنًا؛ لأنها تطول فيها القراءة، فهذا يدل على أن صلاة الفجر يبكر بها من حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم
الصفحة 16 / 670