عن أبي المنهال سيار بن سلامة قال:
دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، فَقَالَ لَهُ أَبِي:
«كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي المَكْتُوبَةَ؟ فَقَالَ:
كَانَ يُصَلِّي الهَجِيرَ، - الَّتِي تَدْعُونَهَا الأُولَى -، حِينَ تَدْحَضُ
الشَّمْسُ، وَيُصَلِّي العَصْرَ، ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنَا إِلَى رَحْلِهِ فِي
أَقْصَى المَدِينَةِ، وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ - وَنَسِيتُ مَا قَالَ فِي المَغْرِبِ -
وَكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ العِشَاءَ، الَّتِي تَدْعُونَهَا العَتَمَةَ،
وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا، وَالحَدِيثَ بَعْدَهَا، وَكَانَ يَنْفَتِلُ
مِنْ صَلاَةِ الغَدَاةِ حِينَ يَعْرِفُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ، وَيَقْرَأُ
بِالسِّتِّينَ إِلَى المِائَةِ»([1]).
وهذا أيضًا فيه التفصيل في مواقيت الصلاة، فهذا أبو برزة الأسلمي الصحابي الجليل يصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان «يُصَلِّي الهَجِيرَ»؛ يغني: صلاة الظهر، والهجير شدة الحر، الهجير والهاجرة: شدة الحر، «يُصَلِّي الهَجِيرَ»؛ يعني: صلاة الظهر «الَّتِي تَدْعُونَهَا الأُولَى»؛ أي: الصلاة الأولى، «الأُولَى» وصف لموصوف محذوف؛ أي: التي تسمونها الصلاة الأولى، لماذا تسمى صلاة الظهر الصلاة الأولى؟ لأنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإن جبريل نزل يصلي بالنبي صلى الله عليه وسلم، فأول صلاة صلاها به صلاة الظهر، فسميت بالصلاة الأولى، كان يصليها في أول وقتها - كما سبق -، وكان يصلي العصر، يقول أبو برزة رضي الله عنه: «وَيُصَلِّي العَصْرَ، ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنَا إِلَى رَحْلِهِ فِي أَقْصَى المَدِينَةِ، وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ»؛ لرحالنا: يعني منازلنا،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (547)، ومسلم رقم (647).