باب: المواقيت
قال رحمه الله: «كتاب الصلاة»،
لما فرغ من الطهارة والأحاديث الواردة في الطهارة، انتقل إلى الصلاة، ووجه تقديم
الطهارة على كتاب الصلاة؛ لأن الطهارة شرط في صحة الصلاة، والشرط يتقدم على
المشروط.
الصلاة في اللغة:
الدعاء، قال تعالى: ﴿خُذۡ
مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ﴾ [التوبة: 103]، ﴿وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ﴾؛ أي: ادع لهم، هذه هي الصلاة، والأعشى وهو شاعر من
شعراء الجاهلية، وأدرك الإسلام، ولكنه لم يسلم، وهو شاعر فصيح يقول:
تقول بنتي وقد قربت مرتحلا *** يا رب
جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي*** نومًا فإن لجنب المرء مضطجعا
الشاهد قوله: عليك مثل الذي صليت؛ يعني:
دعوت؛ لأنها قالت: يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا.
وأما الصلاة في
الشرع: فهي العبادة المشتملة على الأقوال والأفعال المبدوءة بالتكبير والمختتمة
بالتسليم، هذه هي الصلاة في الشرع، المقصود هنا الصلاة في الشرع.
والمواقيت جمع ميقات، وهو زمان الشيء أو مكانه، زمن العبادة أو مكانها، فزمان العبادة يسمى ميقاتًا زمانيًّا: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ﴾ [البقرة: 189]، مواقيت زمانية، ومواقيت مكانية، ومنها مواقيت الإحرام الخمسة أو الستة، فالمراد بالمواقيت هنا: المواقيت الزمانية، التي حددها الله ورسوله، مواقيت للصلاة،