×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا [النساء: 103]؛ أي: مفروضة في أوقات معينة، وقد ذكر الله في قوله تعالى: ﴿أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا [الإسراء: 78]، قوله: ﴿لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ يعني: زوال الشمس وسط النهار. فيدخل في هذا صلاة الظهر وصلاة العصر، ﴿إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ [الإسراء: 78] يدخل فيه صلاة المغرب وصلاة العشاء، ﴿وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ [الإسراء: 78] يدخل فيه صلاة الفجر، هذه خمس صلوات بيَّن الله مواقيتها إجمالاً، وبينتها السنة تفصيلاً، بينتها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم على التفصيل، الصلاة لا تصح إلاَّ في وقتها، لا يجوز تقديمها على وقتها، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها، إلاَّ في حالة العذر، حالة العذر كالنوم، أو النسيان، أو من أراد الجمع، من أراد جمع الصلاة مع التي بعدها، وهو ممن يسوغ له الجمع، فإن وقت الصلاتين يكون وقتًا واحدًا، ويؤخر الأولى للثانية، ويكون الوقت للثنتين وقتًا واحدًا، أما من يتعمد إخراج الصلاة عن وقتها، فإنها لا تصح منه، ولا تقبل؛ لأنه صلى غير الصلاة التي أمره الله بها، ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا، من أخرجها عن وقتها من غير عذر، فإنه لم يصل الصلاة التي أمر الله بها، فتكون باطلة غير مقبولة، وهذا أمر مهم جدًّا، يتغافل عنه بعض الناس، يتساهلون في الصلاة في وقتها، عنده المهم أنه يصلي في أي وقت شاء، وليس كذلك، وما هو بالمهم أنه يصلي، المهم أنه يصلي كما أمره الله سبحانه وتعالى، فإن أخرجها عن وقتها، فقد ضيعها،


الشرح