على الوجه المطلوب،
فيتفرغ من هذا الشاغل، ويتوضأ، ويصلي، إن أدرك الجماعة أو بعضها، فالحمد لله، وإلا
فإنه يصلي ولو فاتته صلاة الجماعة، ولا يدخل فيها وهو على هذه الحالة، ويقول: أنا
أدرك صلاة الجماعة؛ لأنه ليس المقصود أنك تصلي، أو أنك تدرك الجماعة، ولكن المقصود
أن تصلي بخشوع -حضور قلب-؛ لأن هذا هو روح الصلاة.
وقوله: «لاَ صَلاَةَ»
هل المراد حقيقة الصلاة، أو نفي كمال الصلاة؟ احتمالان، قال العلماء: إن كان دخوله
في الصلاة وهو مشغول بالأخبثين يفوت عليه ركنًا من أركان الصلاة، أو شرطًا من
شروطها، أو واجبًا من واجباتها، فإنه لا تصح صلاته، بل يعيدها؛ لأنه ترك ركنًا أو
شرطًا أو واجبًا، فيعيد الصلاة، أما إن كان دخوله للصلاة وهو بهذه الحالة لا يفوت
عليه ركنًا ولا شرطًا ولا واجبًا، فإن صلاته صحيحة، لكن مع الكراهة، ويكون النفي
للكمال، أما إن كان يفوت ركنًا أو شرطًا أو واجبًا، فالنفي يكون للحقيقة، بمعنى أن
صلاته غير صحيحة، فيطلب منه الإعادة.
*****
الصفحة 10 / 670