نوره ولو كره
المشركون، ويأبى المسلمون أن يتنازلوا عن شيء من دينهم، والله معهم سبحانه وتعالى:
﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ
الأَعْلَوْنَ﴾، لكن بشرط، ماذا؟ أنتم الأعلون مطلقًا؟ لا، ﴿وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139]، فأنتم الأعلون،
وهم الأسفلون والأذلون، فيجب على المسلمين أن يتمسكوا بدينهم مهما كلفهم الثمن،
ومهما ضايقهم الكفار، ومهما هددوهم، فلا يتنازلون عن شيء من دينهم، يمكن يتنازلون
عن شيء من أموالهم، عن شيء من أراضيهم، يمكن، لكن الدين لا، الدين ما يمكن أبدًا
أن يتنازل المسلمون عن شيء منه.
قوله صلى الله عليه
وسلم: «وَالله مَا صَلَّيْتُهَا»، حلف مع أنه الصادق المصدوق صلى الله عليه
وسلم، ولكن أراد أن يبين للمسلمين أنه صلى الله عليه وسلم يصيبه ما يصيب المسلمين،
وأنه يقع في المشقة، ويقع في الإحراج، ولكنه صلى الله عليه وسلم يصبر على هذا.
قوله: «فَقُمْنَا
إِلَى بُطْحَانَ»، هذا اسم وادٍ من أودية المدينة.
«فَتَوَضَّأَ
لِلصَّلاَةِ وَتَوَضَّأْنَا لَهَا، فَصَلَّى العَصْرَ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ
الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا المَغْرِبَ»، وتوضأ صلى الله عليه وسلم
من هذا الوادي، وصلوا.
*****
الصفحة 5 / 670