×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

ويقولون: متى ما قمنا نصلي، هذا ما يجوز، وليس عذرًا لهم، إنما المقصود بالنوم: النوم الغالب، الذي يغلب الإنسان، وهو يريد أن يقوم، وليس من عادته أن ينام عن الصلاة، ولكن غلبه النوم، فهذا هو الذي يعذر، ويؤمر بالصلاة إذا استيقظ، أما الذي يرتب الصلاة بعد النوم متى ما قام، فهذا لا تصح صلاته، ولا تقبل عند الله سبحانه وتعالى؛ لأنه تعمد إخراجها عن وقتها.

وفي الحديث: ما لقيه صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق وما لقيه من أذى الأعداء، وأنهم شغلوه عن صلاة العصر، وفي هذا تسلية للمؤمنين الذين يصيبهم من الكفار وما يصيبهم، فإن لهم أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم، عليهم أن يصبروا، وألا يضيعوا شيئًا من واجبات دينهم، ولو أن الكفار ضايقوهم وشددوا عليهم، فلا يتنازلون عن شيء من دينهم أبدًا، الكفار يفرحون إذا رأوا أننا نتنازل عن شيء من ديننا، يفرحون ويشتد أذاهم ومضايقاتهم: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ [البقرة: 217]، فلا نتنازل عن شيء من ديننا مهما كان الأمر، حتى ييأسوا من أن يدركوا من المسلمين شيئًا من التنازل عن أمور دينهم، وهم يحاولون الآن أن يجعلوا المسلمين يتنازلون عن أشياء من دين الإسلام؛ ألاَّ يحكموا بالشريعة، وأن يتركوا الولاء والبراء، ويتخذوا الكفار أولياء، يطالبون بهذا الآن، يطالبون بأنه لا يكون هناك ولاء ولا براء، وأن المسلمين والكفار شيء واحد، ويطالبون بتنحية الشريعة، ويطالبون بتغيير مناهج التعليم، ويطالبون بأشياء، ولكن يأبى الله سبحانه وتعالى إلاَّ أن يتم


الشرح