عليهم - كما سبق -
بأن يحشو الله صدورهم وقبورهم نارًا، دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، وعمر
سبهم؛ يعني: ذمهم، فهذا فيه دليل على سب الكفار، وذم الكفار، والدعاء عليهم، إذا
حصل منهم أذى للمسلمين، فإنهم يسبون، ويذمون، ويدعى عليهم؛ خلاف الذين يقولون: لا
تسبوا اليهود والنصارى، لا تلعنوا اليهود والنصارى، لا تقولوا كذا وكذا. فهؤلاء
ليس في قلوبهم غيرة وإيمان، وربما أنهم يوادون الكفار ويحبونهم، ولذلك لا يريدون
أن يقال فيهم شيء، وهذا الحديث يدل على أنه إذا حصل من الكفار أذى على المسلمين أو
ضرر على المسلمين، أنهم يسبون، ويدعى عليهم، ويلعنون كما لعنهم الله سبحانه وتعالى،
ولعنهم رسوله صلى الله عليه وسلم.
وفي الحديث: أنه إذا
فاتت الصلاة حتى دخل وقت الأخرى، فإن الصلاة الفائتة تصلى قبل الحاضرة؛ لأن النبي
صلى الله عليه وسلم صلى العصر قبل المغرب في وقت المغرب، فدل على وجود الترتيب بين
الصلوات، وأنه واجب.
قالوا: إلاَّ إذا
ضاق الوقت عن الحاضرة، وما بقي إلاَّ ما يسع الحاضرة فقط، فإن الحاضرة تقدم، وتصلى
بعدها الفائتة، فهذا هو ما يفيده هذا الحديث.
ودل على أن الصلاة لا تترك بحال من الأحوال، فإذا نسيها، أو نام عنها، فإنه يبادر بالصلاة متى ما ذكر أو استيقظ من النوم، ولا أقصد بالنوم النوم الذي يرتبه هؤلاء، ويجعلونه مقصودًا لهم،