عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «أَثْقَلُ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ
الْعِشَاءِ، وَصَلاَةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا
وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ
آمُرَ رَجُلاً فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِيَ بِرِجَالٍ مَعَهُمْ
حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لاَ يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ
بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ»([1]).
هذا الحديث في وجوب صلاة الجماعة، وقد سبق أن: الباب يتكون من شيئين: الشيء الأول: فضل صلاة الجماعة، وهذا سبق في الحديثين السابقين، والشيء الثاني: وجوب صلاة الجماعة، والدليل عليها هذا الحديث؛ يعني: من أدلة وجوب صلاة الجماعة هذا الحديث؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَثْقَلُ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ»، المنافق هو الذي يظهر الإسلام، ويبطن الكفر، هذا النفاق الاعتقادي، الذي صاحبه في الدرك الأسفل من النار، الذي يظهر الإسلام، ويبطن الكفر، أما النفاق العملي فإنه ما يحصل من بعض المسلمين، الأول ما يحصل من مسلم أبدًا، أما النفاق العملي، فقد يحصل من بعض المسلمين، وهو أن يعمل خصلة من خصال المنافقين، المنافقون خصالهم كلها سيئة، فإذا عمل المسلم واحدة منها، صار فيه خصلة من النفاق، حتى يدعها، وربما أنه يستحكم عليه النفاق، فيصل إلى النفاق الأكبر - والعياذ بالله -، ومن ذلك ترك صلاة الجماعة مثلاً، حيث إن ترك
([1]) أخرجه: البخاري رقم (644)، ومسلم رقم (651).