×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

هذه صفة المؤمنين مع الصلاة، وما يتخلفون عنها إلاَّ لعذر، أما المنافقون، فإنهم يتخلفون عنها من غير عذر من أجل الكسل، وأكثر المسلمين - ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله - اليوم يتصفون بهذه الصفة، يتخلفون عن الصلاة وهم بجوار المسجد، سهل عليهم هذا، ولا يبالون بصلاة الجماعة، يجلسون في بيوتهم، أو في مقاهيهم، أو في تجمعاتهم، أو على فرشهم، ويسمعون الأذان، ولا يتحركون، ويداومون على هذا، هذه صفات المنافقين، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.

فقوله صلى الله عليه وسلم: «أَثْقَلُ الصَّلَوَاتِ - أي: الخمس - عَلَى الْمُنَافِقِينَ»، هذا دليل على أن كل الصلوات ثقيلة عليهم، ولكن أشدها ثقلاً صلاة العشاء وصلاة الفجر، لماذا صار أثقل الصلوات عليهم صلاة العشاء وصلاة الفجر؟ لأمرين - والله أعلم -:

الأمر الأول: أن هاتين الصلاتين في ظلام الليل، وإذا تأخروا، وما يراهم أحد، ولا يفقدهم أحد، وهم يأتون للرياء فقط، في الليل ظلام، وما هناك كهرباء في ذلك الوقت، والذي يتخلف ما يدري عنه أحد شيئًا في الغالب، فهم يتخلفون؛ لأنهم ما يراهم أحد.

الأمر الثاني من سبب تخلفهم: أن هاتين الصلاتين في وقت الراحة ووقت النوم، وهم ليس فيهم إيمان يحركهم، فيقدمون الراحة على العبادة، ويتأخرون عن هاتين الصلاتين، ثم قال صلى الله عليه وسلم مهددًا لهم بالعقوبة، هذا دليل على وجوب صلاة الجماعة أيضًا، دليل ثان،


الشرح