×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

يقول: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِالله»([1]) عند الحيعلتين، فلا يقول مثل ما يقول المؤذن، هذا الحديث عام؛ لأنه يقول: «مِثْلَ مَا يَقُول الْمُؤَذِّن» في جميع ألفاظ الأذان، ومنها الحيعلتين، ولكن ما جاء ما يخصصه في أنه عند الحيعلتين لا يقول مثل ما يقول المؤذن، وإنما يقول: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ»، والحكمة في ذلك أن «حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ» دعوة للحضور والإقبال، ولا أحد يستطيع أن يتحرك ويقوم إلاَّ بحول الله وقوته، ففيه البراءة من الحول والقوة، والتوكل على الله سبحانه وتعالى.

ثم إذا فرغ المؤذن فإنه يقول: اللهم صل وسلم على محمد، يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ»([2])، رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً، فإن من قال ذلك، حلت له شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وهذا فضل عظيم لا ينبغي التفريط فيه، متابعة المؤذن فيها أجر عظيم، وهذا الذكر بعد الأذان فيه أجر عظيم.

*****


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (613).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (614).