في أنهم يتبعونك ويتبعون قبلتك، ﴿وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم﴾ [البقرة: 145]، هم يتبعون الهوى، وما يتبعون الوحي، وإلا المفروض في المسلم أنه يدور مع الوحي، وافق هواه، أو لم يوافق هواه، المسلم يدور مع الوحي، مع أمر الله سبحانه وتعالى، أما غير المسلم، فإنه يدور مع هواه، وإن خالف الوحي، وهذا شأن اليهود والنصارى؛ أنهم مع أهوائهم، لا مع الوحي، ولهذا قال: ﴿وَلَئِنۡ أَتَيۡتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ بِكُلِّ ءَايَةٖ مَّا تَبِعُواْ قِبۡلَتَكَۚ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٖ قِبۡلَتَهُمۡۚ وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعٖ قِبۡلَةَ بَعۡضٖۚ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ إِنَّكَ إِذٗا لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ١٤٥ ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ١٤٦ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ﴾ [البقرة: 145- 147]، هذا كله تثبيت لفؤاد النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يكترث بما يقوله اليهود من النيل من الإسلام والمسلمين، وما يكترث بذلك؛ لأنه ناشئ عن هوى، وصاحب الهوى وما أنت براده عن هواه مهما فعلت، الذي ليس بقصده الحق لا تحاول معه، لن يرجع عن هواه؛ إنما يرجع إلى الحق الذي يريد الحق، والذي يدور مع الحق حيثما دار، هذا هو الذي إذا بينت له، يقبل؛ لأنه يريد الحق، أما صاحب الهوى، فلا تطمع في أنك ترده عن هواه؛ لأنه رفض الحق، ويبتلى بالزيغ -والعياذ بالله-؛ وفساد القلب، فلا يقبل الحق، هذا أصل تحويل القبلة: ﴿وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ﴾ [البقرة: 143]، لما حولت القبلة إلى الكعبة، وكان