×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

أناس من المسلمين يصلون إلى بيت المقدس، وماتوا قبل تحويل القبلة، ندم أقرباؤهم عليهم، وقالوا: كيف بأمواتنا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله تطمينهم في هذه الآية: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ [البقرة: 143]؛ أي: لن يضيع صلاتكم إلى بيت المقدس؛ لأنها صلاة صحيحة مقبولة عند الله عز وجل؛ لأنها قبل أن تحول القبلة، فهي صحيحة ومقبولة، فصلاتهم صحيحة، فلا تخافوا عليهم، ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ [البقرة: 143]؛ أي: صلاتكم إلى بيت المقدس، وهذا استدل به أهل السنة على أن العمل داخل في الإيمان؛ لأن الله سمى الصلاة إيمانًا، فدل على أن العمل داخل في الإيمان، لا أنه من لوازم الإيمان؛ أو شرط للإيمان؛ كما يقوله المرجئة، بل هو من حقيقة الإيمان، فالإيمان قول وعمل واعتقاد، يتكون من هذه الثلاثة، فإن نقص منها شيء، لم يصح الإيمان، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ [البقرة: 143].


الشرح