عن أنسٍ بن مالك رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ
الصُّفُوفِ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ»([1]).
قوله صلى الله عليه
وسلم: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ»، تسوية الصفوف: تعديلها، بحيث لا يتقدم أحد
على أحد - كما يأتي -، قيل: وأيضًا من تسوية الصفوف سد الفُرَج، بحيث لا يكون فيها
فُرَجُ وفتحات، فهذا أيضًا يدخل في تسوية الصفوف، وقوله صلى الله عليه وسلم: «سَوُّوا
صُفُوفَكُمْ»؛ يعني: عدلوها، ففيه مشروعية تعديل الصفوف، والنهي عن اختلافها،
والتقدم والتأخر في الصف، بل يكونون على سمةٍ واحدة، بمحاذاة المناكب والأكعب، أي:
تسوية الصفوف تكون بمحاذاة المناكب، وبمحاذاة الأكعب.
«فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ»، هذا تعليل لَمَّا أمر صلى الله عليه وسلم بتسوية الصفوف، وهو تعديلها، وسد الفُرَجِ فيها، وقد بيَّن الحكمة في ذلك فقال: «فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ»، فدل على أن اختلاف الصف يكون نقصًا في الصلاة، وأن تسوية الصفوف واجبة؛ لأن ما لا يتم الواجب إلاَّ به، فهو واجب.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (723)، ومسلم رقم (433).