عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: «اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ وَلاَ يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ
ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ»([1]).
*****
الرسول صلى الله
عليه وسلم، فهو جدها صلى الله عليه وسلم، وأبوها: أبو العاص بن الربيع بن عبد شمس
القرشي، كان على دين قومه، ثم أسلم، هداه الله للإسلام، دخل في الإسلام رضي الله
عنه، فالحديث فيه دليل على أنه لا بأس أن الإنسان يحمل الشيء ويضعه وهو يصلي، يحمل
الطفلة أو الطفل، لاسيما إذا كان هذا الطفل يبكي أو يستوحش، فيأخذه معه من أجل أن
يستأنس، ولا يبكي، وفيه تواضعه صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه صلى الله عليه وسلم،
حتى مع الصغار والأطفال.
والشاهد منه: أنه
يجوز للمصلي أن يحمل الطفل أو الطفلة في أثناء الصلاة، وأن يضعها، وأن يرفعها وهو
يصلي، هذا مما يجوز في الصلاة.
قالوا: وفيه أيضًا
جواز دخول الصبيان في المساجد، إذا ضبطوا، ولم يحصل منهم أذى للمسجد وللمصلين، فيجوز
دخولهم المساجد، وأن يكونوا مع أوليائهم، إذا ضبطوهم، لا مانع من ذلك؛ لأن أمامة
بنت زينب دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم المسجد.
هذا - كما سبق - فيه الأمر بالاعتدال في السجود، إذا سجد الإنسان، يعتدل بأن يرفع أعضاءه، يسجد على الأعضاء السبعة -كما سبق-، ويرفع يديه، ولا يبسطهما على الأرض كبسط الكلب
([1]) أخرجه: البخاري رقم (822)، ومسلم رقم (493).