الصلاة، وهذه الصيغة هي إحدى الصيغ التي كان
الرسول صلى الله عليه وسلم يستفتح بها، وهناك صيغة أخرى، وهي قوله: «سُبْحَانَكَ
اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ، وتعالى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ
غَيْرُكَ»([1])، وهناك قوله: «وَجَّهْتُ
وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاَتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ»([2])، وهناك قوله: «اللهُمَّ
رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ
وَالأَْرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ
فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ
الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»([3])، هذه صيغ الاستفتاح
الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فبأيها استفتح المسلم، حصل على السنة، وإن
كان الأكثر أن يقال: «سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ...»، والأكثر في
قيام الليل أن يقول: «اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ...»،
فهذا الدعاء يسمى دعاء الاستفتاح، وهو من سنن الأقوال في الصلاة.
وقوله: «إِذَا كَبَّرَ» هذا فيه دليل على تكبيرة الإحرام، وأن تكبيرة الإحرام هي أول ما يقوله المصلي، يستفتح بها الصلاة، وأنها بلفظ التكبير، لو قال غير التكبير من أنواع الذكر، لم تصح صلاته، لو قال: سبحان الله أو الحمد لله، أو غير ذلك من أنواع الذكر، لم يكف هذا عن تكبيرة الإحرام؛ بأن يقول: الله أكبر.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (399).