×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 وفي الحديث أن صلاة العشاء يقرأ فيها من أوساط المفصل؛ فإن السور التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى [الأعلى: 1]، ﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ [الليل: 1]، ﴿وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا [الشمس: 1]، هذه من أوساط المفصل، والقضية حلت في صلاة العشاء، فدل على أن صلاة العشاء يقرأ فيها بأوساط المفصل، أما الفجر، فتطول فيها القراءة، ولذلك سماها الله قرآن الفجر؛ لأنها تطول فيها القراءة، كان صلى الله عليه وسلم يقرأ بالستين آية إلى المائة، يطيل الصلاة، وكان يدخل فيها بغلس؛ يعني: الناس ما يعرف بعضهم بعضًا من الظلمة، وينصرف منها حين يعرف الرجل جليسه، يعني قد أسفر النهار، فدل على أنه يطيل في صلاة الفجر صلى الله عليه وسلم، هذا ما قاله العلماء، قالوا: يقرأ في الفجر من طوال المفصل ويقرأ في العشاء من أوساطه، ويقرأ في المغرب من قصاره.

*****


الشرح