×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 فَأَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ، فَلْيُوجِزْ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ الْكَبِيرَ، وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ»([1])، فهذا فيه دليل على أن الإمام يراعي أحوال المأمومين، ولا يشق عليهم، بل يتوسط، ويراعي الأضعف، هذه مسألة مهمة أن الإمام يعتبر الأضعف ممن وراءه، ولو كان واحدًا، وما يشق عليهم لأجل الضعيف هذا، النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يطيل الصلاة، وإذا سمع «بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَيُخَفِّفُ مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَنَ أُمُّهُ»([2])، فالرسول صلى الله عليه وسلم يراعي أضعف الناس، وكذلك الإمام يجب أن يراعي أضعف الناس الذين يصلون خلفه، ولا يراعي الأقوياء، يراعي الضعفاء؛ «فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَ الكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الحَاجَةِ»، الدين يسر -ولله الحمد-؛ لا إفراط ولا تفريط، النبي يرغب أن يطيل الصلاة، لكن يخففها من أجل مراعاة أحوال المأمومين؛ رحمة بالأمة، فإذا كان الإمام فيه خير، ويحب القراءة وتطويل القراءة، هذا شيء طيب، لكن يعترض هذا أنه يشق على الناس، والمشقة على الناس لا تجوز، فيراعي المأمومين، هناك من الإخوان الأئمة -هداهم الله- من يجتهد اجتهادات، ويمشي عليها -ولو شقت على الناس-، لا، هذا ما يصلح، عليه أن يراعي أحوال المأمومين.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7159)، ومسلم رقم (466).

([2])أخرجه: البخاري رقم (708).