×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

إحدى صلاتي العشي، وفسر العشي بأنه آخر النهار، وما بين زوال الشمس في دخول وقت الظهر إلى غروب الشمس، هذا كله يسمى بالعشي، وصلاة العشي هي الظهر والعصر، وقد شك الراوي - الذي هو ابن سيرين - في اسم الصلاة، بينما أبو هريرة بَيَّنَ اسم الصلاة، ولكن ابن سيرين نسيها، فهذا من التثبت في الرواية، والأمانة في النقل، ومحمد بن سيرين رحمه الله بَيَّنَ أنه هو الذي نسي، فلذلك لم يجزم بإحدى الصلاتين، وعلى كل حال سواء كانت صلاة الظهر أو صلاة العصر، الحكم لا يختلف، ولكن هذا من الدقة في النقل والأمانة في الرواية صلى صلى الله عليه وسلم هذه الصلاة، ثم سلم من ركعتين سهوًا، ثم قام صلى الله عليه وسلم من مكانه إلى خشبة في المسجد، واتكأ عليها، وشبك بين أصابعه؛ كأنه مغضب صلى الله عليه وسلم، الصحابة هابوا أن يكلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم أبو بكر وعمر، أكبر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الهيبة والتوقير والاحترام، هابوا أن يكملوه، فهذا فيه احترام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإجلاله وتوقيره صلى الله عليه وسلم، وهيبته، وكان في القوم رجل يقال له: ذو اليدين، سُمِّيَ ذو اليدين لأن يداه طويلتان، فهذا لقب واسمه الخرباق، فهذا الرجل سأل النبي صلى الله عليه وسلم، جرؤ على أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذا أمر عبادة، وأمور العبادة لا يستحيا من السؤال فيها، فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرَتِ الصَّلاَةُ؟»؛ يعني: ركعتين، فقال صلى الله عليه وسلم: «لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ»، هذا بناءً على ما غلب على ظنه صلى الله عليه وسلم، ثم إنه سأل أصحابه صلى الله عليه وسلم، فقال: «أَصَدَقَ ذُو اليَدَيْنِ؟» يعني: هل أصاب، وليس


الشرح