معناه أنه يتهمه
بالكذب، لكن يقال: صدق؛ يعني: أصاب هل هو على صواب فيما قال؟ أو أنه متوهم، «فَقَالُوا:
نَعَمْ»؛ يعني: صدق ذو اليدين، «فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى مَا تَرَكَ، ثُمَّ
سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ
رَأْسَهُ فَكَبَّرَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ،
ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ، فَرُبَّمَا سَأَلُوهُ: ثُمَّ سَلَّمَ».
فهذا فيه دليل على
مسائل عظيمة:
المسألة الأولى: فيه أن السهو قد
يحصل في الصلاة من المسلم، حتى إنه حصل من النبي الإنسان لأنه بشر ينسى.
المسألة الثانية: فيه احترام النبي
صلى الله عليه وسلم، وهيبته صلى الله عليه وسلم في قلوب أصحابه، فهذا فيه احترام
وتقدير أهل العلم، وعدم التسرع في سؤالهم بدون تروٍ وبدون تعقل.
المسألة الثالثة: فيه أن الحركة في
الصلاة من غير قصد لا تبطلها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قام، وترك مكانه، وذهب
إلى مكان آخر في المسجد، ثم عاد، هذا فيه دليل على أن الحركة في الصلاة إذا لم تكن
عن قصد، فإنها لا بأس بها.
المسألة الرابعة: في الحديث دليل على أن من نقص من الصلاة سهوًا أنه يعود، ويكمل ما نقص، ولا يستأنف الصلاة من أولها، بل يبني على ما سبق، ويكمل صلاته، ولا يكبر إذا قام لاستدراك ما ترك، لا يكبر، تكفي التكبيرة التي قام بها من السجود، فيعود، ويستقبل القبلة ناويًا الصلاة أنه في الصلاة، بدون تكبير؛ لأنه لم يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم