وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه متفق على صحته؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد؛ كما يعلمهم السورة من القرآن، وأن كفي ابن مسعود بين كفي النبي صلى الله عليه وسلم حال تعليمه إياه، مما يدل على تأكد هذا الحديث، وصدوره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه فضيلة لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ حيث حظي بهذا الشرف العظيم من النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم التَّشهُّدَ، - كَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ - كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ»، فهذا فيه أهمية التشهد، وهذا التشهد الذي علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لابن مسعود هو: «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»، هذا يكون في التشهد الأول، وفي التشهد الأخير، يأتي بهذا اللفظ، وهذا هو التشهد المشروع، وهو آكد أنواع التشهد، هناك تشهد ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في التشهد: «التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، سَلاَمٌ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، سَلاَمٌ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» ([1])، هذا تشهد ابن عباس، وهذا أيضًا صحيح، إذا تشهد به المسلم، يجزئ، ولكن تشهد ابن مسعود أكمل وأشمل، وهو المختار عند أهل العلم، ولو تشهد بتشهد ابن عباس، أجزأه ذلك.