×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

قوله: «التَّحِيَّاتُ»؛ أي: التعظيمات لله عز وجل، جميع التعظيمات لله، ملكًا واستحقاقًا؛ من الركوع، والسجود، والانحناء، وجميع ما يعظم به الرب سبحانه وتعالى.

«وَالصَّلَوَاتُ»؛ الصلوات الخمس لله عز وجل: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الأنعام: 162]، فالصلوات لله جل وعلا عبادة لله، هي عبادة له، وهي نفع للعبد، فائدتها للناس، وهي عبادة لله جل وعلا، وقيل: المراد بالصلوات الرحمة؛ لأن الرحمة تسمى صلاة، وقيل: المراد بالصلوات الدعوات؛ لأن الدعاء يسمى أيضًا صلاة، ولا تنافي بين الأقوال؛ يعني: جميع الصلوات سواء كانت صلوات ركوع وسجود، أو الدعوات، أو الرحمات، كله لله سبحانه وتعالى.

«وَالطَّيِّبَاتُ»؛ أي: الكلمات الطيبات، والثناء، والشكر، والحمد، والتسبيح، والتهليل، والتكبير كله لله سبحانه وتعالى، الكلام الطيب كله لله: ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ [فاطر: 10]، ﴿وَٱلطَّيِّبَٰتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَٰتِۚ [النور: 26]، «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إلاَّ طَيِّبًا»([1])، فالله جل وعلا طيب، ويقبل الطيبات من الأعمال والأقوال، والأفعال المشروعة، كلها طيبات.

«السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ»، قيل: «السَّلاَمُ» من أسماء الله؛ أي: اسم الله عليك، وهو تعويذ للرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل: «السَّلاَمُ» بمعنى السلامة؛ فهو دعاء، دعاء بالسلامة للرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3445).