قوله: «التَّحِيَّاتُ»؛
أي: التعظيمات لله عز وجل، جميع التعظيمات لله، ملكًا واستحقاقًا؛ من الركوع،
والسجود، والانحناء، وجميع ما يعظم به الرب سبحانه وتعالى.
«وَالصَّلَوَاتُ»؛ الصلوات الخمس لله
عز وجل: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ
ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنعام: 162]، فالصلوات لله جل وعلا
عبادة لله، هي عبادة له، وهي نفع للعبد، فائدتها للناس، وهي عبادة لله جل وعلا، وقيل:
المراد بالصلوات الرحمة؛ لأن الرحمة تسمى صلاة، وقيل: المراد بالصلوات
الدعوات؛ لأن الدعاء يسمى أيضًا صلاة، ولا تنافي بين الأقوال؛ يعني: جميع الصلوات
سواء كانت صلوات ركوع وسجود، أو الدعوات، أو الرحمات، كله لله سبحانه وتعالى.
«وَالطَّيِّبَاتُ»؛ أي: الكلمات
الطيبات، والثناء، والشكر، والحمد، والتسبيح، والتهليل، والتكبير كله لله سبحانه
وتعالى، الكلام الطيب كله لله: ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ
ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ﴾ [فاطر: 10]، ﴿وَٱلطَّيِّبَٰتُ
لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَٰتِۚ﴾ [النور: 26]، «إِنَّ اللهَ
طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إلاَّ طَيِّبًا»([1])، فالله جل وعلا
طيب، ويقبل الطيبات من الأعمال والأقوال، والأفعال المشروعة، كلها طيبات.
«السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ»، قيل: «السَّلاَمُ» من أسماء الله؛ أي: اسم الله عليك، وهو تعويذ للرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل: «السَّلاَمُ» بمعنى السلامة؛ فهو دعاء، دعاء بالسلامة للرسول صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3445).