«أَيُّهَا
النَّبِيُّ»، هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم يكن حاضرًا، ولو كان ميتًا
صلى الله عليه وسلم، فنبقى على هذا الخطاب «أَيُّهَا النَّبِيُّ»، سواء كان
حيًا أو ميتًا؛ لأنه علمنا هذا، فنبقى عليه، هناك من يقول: إنه بعد موته لا يقال: «السَّلاَمُ
عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ»، وإنما يقال: «السلام على النبي»، فهذا
الحديث يدل على أنه لا مانع أن يقال: «أَيُّهَا النَّبِيُّ»، أنه لا مانع
من الخطاب «السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ»، والنبي الرسول صلى
الله عليه وسلم، هو نبي الله، ورسول الله، «السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا
النَّبِيُّ»، والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينادى باسمه أبدًا، لا يقال: يا
محمد، الله لم يناده باسمه أبدًا، ما قال: يا محمد، وإنما يقول: يا أيها النبي، يا
أيها الرسول، لم يرد في نداء الله له، إلاَّ باسم الرسالة أو باسم النبوة، وإنما
يأتي باسمه بالإخبار عنه: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ
أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ﴾ [الأحزاب: 40]، ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ﴾ [الفتح: 29]، هذا من باب الإخبار
وليس من باب النداء، فبالإخبار يأتي باسمه الصريح، وأما في النداء، فيأتي بوصفه
صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة؛ تكريمًا له صلى الله عليه وسلم، خلاف
الأنبياء من قبله، فإن الله يناديهم بأسمائهم: يا موسى، يا عيسى، يا آدم، يا يحيى،
ناداهم بأسمائهم، أما نبينا صلى الله عليه وسلم، فلا ينادى باسمه؛ تكريمًا له،
وتشريفًا له، لذلك خاطبه باسم النبوة والرسالة.
«السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ»؛ أي: ورحمة الله عليك وبركاته؛ كما في قوله: ﴿رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَٰتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِۚ﴾ [هود: 73].