×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

«السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ»، يسلم على نفسه وعلى الحاضرين، سلام على نفسه وعلى الحاضرين من المسلمين.

«وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ»، السلام على كل مؤمن حي وميت، عام على عباد الله الصالحين، على كل مسلم وكل عبد صالح في السماء والأرض؛ من الملائكة والآدميين، والجن، أحياءً وأمواتًا، وهذا فيه أن المسلمين أمة واحدة، يدعو بعضهم لبعض، وينصر بعضهم بعضًا، ويحب بعضهم بعضًا، أمة واحدة، وجسد واحد، وبنيان واحد، لا تجوز البغضاء بينهم والقطيعة والشحناء، بل يجب بينهم المحبة والتواصل والولاء لهم: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ ٥٥ وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ [المائدة: 55- 56].

ثم أتى بالشهادتين: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ»، «أَشْهَدُ» أي: أقر، وأعترف، وأنطق بأنه لا يستحق العبادة إلاَّ الله سبحانه وتعالى، فهذا نفي لعبادة ما سوى الله، وإبطال لعبادة ما سوى الله، وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى، هذا معناها، وإذا قال يلتزم، فلا يعبد إلاَّ الله، ولا يدعو إلاَّ الله، ولا يذبح لغير الله، ولا ينذر لغير الله، أما الذي يقول: أشهد أن لا إله إلاَّ الله، ثم يذبح للأموات، ويستغيث بالأموات، ويستنجد بالمقبورين، فهذا أبطل شهادته أن لا إله إلاَّ الله، أبطلها، ونقضها - والعياذ بالله -، فليست «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ» مجرد كلمة تقال باللسان، ولكنها كلمة لها معناها، ولها مقتضى، لا بد من معرفة معناها


الشرح