والعمل بمقتضاها
راغبًا وراهبًا؛ حتى تكون شهدت أن لا إله إلاَّ الله حقًا.
«وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»؛ أي: أقر، وأعترف، وأنطق بلساني بأن محمدًا رسول
الله، محمد بن عبد الله الهاشمي المطلبي رسول الله، تشهد له بالرسالة ظاهرًا
وباطنًا، ومعنى هذا: أنك تلتزم بطاعته والاقتداء به، ومحبته صلى الله عليه
وسلم، ليس مجرد لفظ، تشهد أنه رسول الله، ولكن تعمل على خلاف ما يقول ويأمر، وتتبع
هواك، تتبع أقوال المضلين والمخالفين للرسول صلى الله عليه وسلم، وما يكفي هذا،
شهادة أن محمدًا رسول الله لها معنى، ولها مقتضى أيضًا، فظاهر الإتباع:
الطاعة والامتثال والاقتداء والمحبة للرسول صلى الله عليه وسلم.
«عَبْدُهُ» هذا فيه رد للغلو، فهو عبد صلى الله عليه وسلم، عبد لله، ليس ربا، وليس له من الملك شيء، والتصرف في الكون إنما هو لله عز وجل، والرسول عبد، قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ»([1])، الله جل وعلا وصفه بالعبودية في أشرف المقامات؛ في مقام الإسراء: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ﴾ [الإسراء: 1]، في مقام الإنزال: ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: 1]، ﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا﴾ [البقرة: 23]، فالعبودية هي أشرف المقامات، فالرسول عبد، وليس ربًا، وليس إلهًا، وإنما هو عبده ورسوله، هذا رد على المكذبين لرسالته صلى الله عليه وسلم، فقوله: «عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» هذا فيه نبذ للإفراط والتفريط،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (835).