الإفراط والغلو في حقه صلى الله عليه وسلم،
والتفريط في حقه صلى الله عليه وسلم، وترك طاعته، وعدم الإقرار بلسانه، ليس معنى
أنه عبد أنه مثل سائر العبيد، بل هو عبد لله ورسول الله صلى الله عليه وسلم، يجب
طاعته، وامتثال أمره، والاقتداء به، ليس عبدًا كسائر العبيد، بل هو عبد رسول،
يطاع، ويتبع، ويقتدى به صلى الله عليه وسلم، هذا معنى التشهد الذي علمه الرسول صلى
الله عليه وسلم، كان الصحابة من قبل يقولون: السلام على الله من عباده، السلام على
فلان وفلان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَقُولُوا السَّلاَمُ
عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ
لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ
وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله
الصَّالِحِينَ، فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ
أَوْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ»([1])، بدلاً من أن
تقولوا: السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، إذا قلت: السلام علينا وعلى عباد
الله الصالحين، فهذا يكفي لكل عبد صالح السلام والرحمة.
«وفي لفظ: «إذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ»»، قال: «إذَا قَعَدَ»، هذا فيه دليل على شرط الجلوس، أن يأتي بالتشهد وهو جالس، لا يأتي به وهو قائم، أو راكع، أو ساجد، فالتشهد والجلوس ركن من أركان الصلاة، في التشهد الأخير، أما في التشهد الأول، فالجلوس واجب من واجبات الصلاة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1377)، ومسلم رقم (588).