تأويله، فيطلق
التأويل، ويراد به ما يؤول إليه الشيء، وعاقبة الشيء: ﴿يَوۡمَ
يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُ
رَبِّنَا بِٱلۡحَقِّ﴾ [الأعراف: 53]، إذا عاينوا ما أخبر به
الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبر به القرآن، اعترفوا أنهم مخطئون في تكذيبهم
للرسول صلى الله عليه وسلم - للرسل عمومًا -، وتكذيبهم للكتب، أدركوا خطأهم، إذا
آل أمرهم إلى وقوع ما أخبرت به الرسل، لكن هيهات لا ينفعهم الإيمان حينذاك؛ لأن
وقت الإيمان فات، ولا ينفعهم إذا آمنوا عند رؤية ما أخبروا به، مثل المحتضر إذا
عاين الموت، لا تقبل توبته، وإنما تقبل توبته قبل الغرغرة، قبل أن تبلغ الروح
الحلقوم، وكذلك إذا طلعت الشمس من مغربها في آخر الزمان لا تقبل توبة أحد: ﴿يَوۡمَ يَأۡتِي بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفۡسًا
إِيمَٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ﴾ [الأنعام: 158]، الشاهد من هذا:
أن التأويل يطلق ويراد به التفسير؛ لقوله: «يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ»؛ يعني:
يفسر هذه السورة تفسيرًا عمليًا.
وقوله: «كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سُبْحَانَكَ
اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي»» دل على أنه يدعي
في الركوع، ويدعي في السجود، ولكن الدعاء في السجود أكثر وأحرى بالإجابة.
*****
الصفحة 13 / 670