«وَبِحَمْدِكَ»، هذا فيه ثبوت هذه
اللفظة، وأنها تقال في الصلاة، في الركوع والسجود، وإن كان بعض طلبة العلم يستغرب
هذه اللفظة فيها، هي ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «سُبْحَانَكَ
اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي»، وكان يقولها في الركوع
والسجود، فهذا دليل على أن الركوع يدعى فيه أيضًا، وإن كان الدعاء في السجود أرجى
وأكثر وأحرى بالقبول؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ
الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ»([1])، وقال: «فَأَمَّا
الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عز وجل، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا
فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ»([2])، فالدعاء في السجود
أرجى وأحرى للقبول، ولكن أيضًا يدعى في الركوع، الركوع يغلب عليه التعظيم لله
والتسبيح لله، والسجود يغلب عليه الدعاء؛ لأنه مظنة الإجابة.
وقوله: «يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ»([3])، ما معنى يتأول القرآن؟ يعني: يفسر القرآن؛ لأنه سبق لكم أن التأويل يطلق، ويراد به التفسير، فهذا من أدلة القائلين بأن التأويل يراد به التفسير وبيان المعنى، ويطلق التأويل ويراد به ما يؤول إليه الشيء في العاقبة، مثل قول يوسف عليه السلام: ﴿يَٰٓأَبَتِ هَٰذَا تَأۡوِيلُ رُءۡيَٰيَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّٗاۖ﴾ [يوسف: 100]، قال تعالى: ﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِيلَهُۥۚ يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ﴾؛ يعني: العاقبة والمآل الذي أخبر عنه القرآن ووقع، إذا وقع هذا تأويله، إذا وقع ما أخبر به القرآن، فهذا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4970).