تابعتها قبائل العرب،
وكان هذا علامة بقرب أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك أمره الله بالتسبيح
والاستغفار في ختام عمره صلى الله عليه وسلم.
كان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه يجمع المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم وكان يحضر ابن عباس، وكان
طفلاً صغيرًا يحضره في مجالس شيوخ المهاجرين والأنصار، وهو طفل صغير، فاستغرب
الناس، وقالوا: نحن لنا أولادًا، فلماذا لا نأتي بهم مثل هذا الطفل؟ فأراد عمر رضي
الله عنه أن يبين لهم فقه ابن عباس ومكانته في العلم، فلما اجتمعوا، سألهم عن معنى
هذه السورة: ﴿إِذَا
جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ
ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا﴾ [النصر: 1- 2]، فكل أتى برأيه، منهم
من قال: إن الله أمرنا إذا جاء الفتح أن نسبحه وأن نستغفره، فقال: وما
تقول يا ابن عباس؟ فقال ابن عباس: هذه أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فإن الله جعل له علامة هي فتح مكة، ودخول الناس في دين الله أفواجًا، فهذه علامة
أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: وما أعلم منها إلاَّ ما قلت.
فبذلك ظهر فضل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، واقتنع أشياخ المهاجرين والأنصار
بمكانته رضي الله عنه.
الشاهد من هذا: - والمصنف أورد
هذا الحديث - أن هذا من جملة الأدعية التي تقال في الركوع والسجود، فكان صلى الله
عليه وسلم بعدما نزلت عليه هذه الآية يقول في ركوعه: «سُبْحَانَكَ
اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي»؛ عملاً بقوله
تعالى: ﴿فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ﴾ [النصر: 3]، كان يقوله في ركوعه
وسجوده امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى.
«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ»؛ أي: أنزهك اللهم.