عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها
قَالَتْ: مَا صَلَّى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ
عَلَيْهِ: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ
وَٱلۡفَتۡحُ﴾ [النصر: 1] إلاَّ يَقُولُ فِيهَا:
«سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي»([1]).
وَفِي لَفْظٍ: كَانَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ:
«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي»([2]).
هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما أنزل الله عليه سورة النصر: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ﴾ [النصر: 1]، فتح مكة؛ لأنه لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، انتصر الإسلام انتصارًا عظيمًا، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وجاؤوا وافدين إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يعلنون إسلامهم، ويبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في السنة الثامنة من الهجرة، وأما الفتح المذكور في سورة الفتح: ﴿إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا﴾ [الفتح: 1]، فالمراد به: صلح الحديبية، سماه الله فتحًا مبينًا؛ لأن عواقبه صارت للمسلمين، نصر الله به الإسلام والمسلمين نصرًا عظيمًا، وأما الفتح المذكور في سورة النصر، فهو فتح مكة المشرفة، قوله تعالى: ﴿وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا﴾ [النصر: 2]؛ كما ذكرنا أنه لما فُتِحَتْ مكة، أقبل الناس على الإسلام؛ لأن الناس ينظرون إلى قريش، فلما استسلمت قريش للرسول صلى الله عليه وسلم وأسلمت، تابعوها،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (817)، ومسلم رقم (484).