بصفة من صفاته، وهي
مغفرة الذنوب، وأنه لا يغفرها إلاَّ هو سبحانه وتعالى، وإذا لم يغفر الله لك، لم
يغفر لك أحد من الناس؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَمَن
يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾ [آل عمران: 135].
«فَاغْفِرْ لِي»، لما توسل إليه
بصفة من صفاته - وهي المغفرة - طلب منه أن يغفر له، «مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ»
تَمُنُّ بها عليَّ، ولا أستحقها، وإنما هي فضل من الله سبحانه وتعالى، هذا أيضًا
فيه اعتراف بالتقصير، وأنه إذا لم يتفضل الله عليك بالمغفرة، فإنك هالك.
«فَاغْفِرْ لِي
مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي»، طلب الرحمة من الله سبحانه
وتعالى بأن يرحم ضعفه وحالته وفقره وحاجته.
«إِنَّكَ أَنْتَ
الغَفُورُ الرَّحِيمُ»، توسل إلى الله جل وعلا، باسمين من أسمائه: الغفور
الرحيم. ففي هذا:
أولاً: التوسل إلى الله
بأسمائه وصفاته.
ثانيًا: فيه أن الدعاء
بالمأثور الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من غيره، في الصلاة وفي غيرها.
ثالثًا: فيه اعتراف العبد
بتقصيره، وأنه بحاجة إلى عفو الله ومغفرته، مهما بلغ من الأعمال والصلاح، فإنه
مقصر في حق الله جل وعلا.
رابعًا: فيه أن هذا الدعاء يقال في الصلاة: في الركوع، في السجود، وفي التشهد الأخير؛ لأنه قال: «فِي صَلاَتِي»، ولم يخصص، فيدعو بهذا الدعاء راكعًا وساجدًا وجالسًا، يدعو بهذا الدعاء في صلاته.