الأثر في الأرض؛ كما قال الشاعر النابغة الذبياني:
والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
المظلومة يعني: التي فيها آثار
الناس والدواب، هذا الظلم في اللغة، وهو معناه في الشرع؛ لأن الظلم في الشرع:
هو - أيضًا -: وضع الشيء في غير موضعه، وهو ثلاثة أنواع:
الأول: ظلم العبد فيما
بينه وبين الله، وهو ظلم الشرك؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّ
ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ﴾ [لقمان: 13]، لماذا؟ لأنه وضع
العبادة في غير موضعها، العبادة مستحقة لله جل وعلا، لا تجوز لغيره، فإذا عبد غير
الله، فقد وضع العبادة في غير موضعها، وهذا ظلم، وهو ظلم الشرك، وهو أعظم أنواع
الظلم، ولذلك لا يغفره الله عز وجل لمن لم يتب منه.
النوع الثاني: ظلم العبد للناس في أموالهم، أو أعراضهم، أو دمائهم، ظلم العبد للناس بأن يتعدى عليهم، قد قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلاَ تَظَالَمُوا»([1])؛ يعني: لا يظلم بعضكم بعضًا، وظلم الناس لا يغفر إلا إذا سمحوا هم، حتى لو تبت، واستغفرت، وما يسقط ظلم الناس حتى يسمحوا هم بحقهم، فإذا سمحوا، سقط عنك الإثم، أما الظلم بين العبد وبين ربه وظلم الشرك، فهذا يمحوه الاستغفار والتوبة، لكن ظلم الناس لا، ما يمحوه الاستغفار ولا التوبة، حتى يسمحوا هم بحقوقهم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2705).