﴿لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ
أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحۡنُ عُصۡبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [يوسف: 8]، ثم حصل منهم وما حصل مما قصه الله، هذا سببه
الحسد، كذلك اليهود، كذلك لا يزال في الناس الحسد؛ كما قال الشاعر:
حسدًا حملنه من أجلها *** وقديمًا
كان في الناس الحسد
والله جل وعلا أمر
بالتعوذ من الحاسد: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا
حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]، أما الحسد الذي معناه
الغبطة والمنافسة في الخير، فهذا محمود، وهذا هو الذي حصل من هؤلاء الصحابة رضي
الله عنهم، فإن الإنسان لا يحب أن يسبقه أحد في الخير، المؤمن الصادق لا يحب أن
يسبقه أحد في الخير، وأما المنافق، فإنه لا يرضى أن يسبقه أحد في المال والدنيا؛
طمع الدنيا، فرق بين هذا وهذا، فالشاهد من الحديث: أن فيه مشروعية التسبيح
والتحميد والتكبير كل كلمة ثلاثًا وثلاثين، ويكون المجموع تسعًا وتسعين كلمة،
ويقول تمام المائة: لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو
على كل شيء قدير. يا له من ذكر عظيم وفضل كبير وعمل يسير! لا يشق على أحد، ولا
يحتاج إلى مال، ولا يحتاج إلى شيء ولا إلى تعب بدن، ميسر والحمد لله، وفيه الخير
الكثير، ويتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، هذا أجر عظيم، وثواب كبير ولله الحمد،
يحافظ الإنسان عليه.
*****
الصفحة 15 / 670