لأن الراوي لما راجعه السائل، أعاد عليه أنه يقول الثلاث كلمات سردا ثلاثًا وثلاثين، وهذا أيسر من أن يسرد كل كلمة ثلاثًا وثلاثين، وإن فعل، فلا بأس بذلك، وفي الحديث: أن الغبطة في أعمال الخير والمنافسة محمودة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ حَسَدَ إلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ»، والحسد المراد به هنا: الغبطة، «رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا»([1])، فالغبطة في أمور الخير محمودة؛ لأنها تدل على الرغبة والتنافس، أما الغبطة التي هي الحسد، وهي تمني زوال النعمة عن المحسود، فهي محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب، وربما تحمل الإنسان، على الكفر؛ كما حصل لإبليس لما حسد آدم، حمله ذلك على الكفر - والعياذ بالله -، وكما حصل لليهود لما حسدوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، حملهم ذلك على الكفر، وهم يعلمون أنه رسول الله، لكن كفروا به من باب الحسد: ﴿حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ﴾ [البقرة: 109]، فالحسد الذي معناه تمني زوال النعمة عن المحسود، هذا محرم وكبيرة من كبائر الذنوب، وربما يحبط أعمال الإنسان، ويحمله على الكفر - والعياذ بالله -، أول ما حصل هذا من إبليس مع أبينا آدم، وكذلك ابني آدم: ﴿إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ﴾ [المائدة: 27]، حسده وقتله، قتل أخاه هابيل، قابيل الحسد حمله على قتل النفس، وعلى قطيعة الرحم - والعياذ بالله -، وكذلك أخوة يوسف لما حسدوه، ماذا حصل منهم؟ وحصل لهم من العناء بسبب الحسد:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (73)، ومسلم رقم (816).