×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

وتسعون كلمة، يتمها بلا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، تمام المائة؛ كما جاء في الأحاديث، وهذا دبر كل صلاة من الفرائض؛ الفجر، والظهر والعصر، والمغرب، والعشاء، كل فريضة يستحب أن يأتي بهذا الذكر، وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة، استغفر الله ثلاثًا، وهو متوجه إلى القبلة، ثم يقول: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ»([1])، ثم ينصرف إلى أصحابه بوجهه، ثم يكمل الأذكار، وهذه الكلمات الثلاث التي كل واحدة يأتي بها ثلاثًا وثلاثين ظاهر الرواية الأولى أنه يأتي بالثلاث جميعًا: سبحان الله والحمد لله والله أكبر، سبحان الله والحمد لله والله أكبر،... إلى أن يكمل ثلاثًا وثلاثين، ولا مانع أن يستعين على العد بأصابعه، يعدها بأصابعه، يعقد الأصابع، أو يعدها بالحصا، أو بخرزات السبحة، لا مانع أنه يستعين على العد بهذه الأمور، ولكن الأصابع أفضل، لأنه يستعمل أصابعه في عبادة الله عز وجل، فهي أفضل، ويجوز أن يأتي بسبحان الله ثلاثًا وثلاثين، ثم يأتي بالحمد لله ثلاثًا وثلاثين، ثم يأتي بالله أكبر، كل لفظة على حدة يأتي بها ثلاثًا وثلاثين؛ كما في آخر الحديث: أن أهل سمي قالوا له ذلك، قالوا: «تُسَبِّحُ اللهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَتَحْمَدُ اللهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَتُكَبِّرُ اللهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ»، فكلتا الصفتين جائزة، سواء سردها الثلاث جميعًا ثلاثًا وثلاثين، أو أتى بكل لفظة على حدة ثلاثًا وثلاثين، ولكن الصفة الأولى أيسر وأظهر؛


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (591).