دبر: يعني: بعد، دبر
الصلاة: يعني بعد الصلاة، ويطلق ويراد به: آخر الصلاة، والمراد به هنا ما بعد
الصلاة، ثم لما سمع الأغنياء بهذا، فعلوا مثل فعل الفقراء، فجاؤوا مرة ثانية إلى
النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: فَقَالُوا: سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ
الأَْمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا، فَفَعَلُوا مِثْلَهُ، فَقَالَ رَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم: «ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ»، الله جل
وعلا يؤتي فضله من يشاء، فالأغنياء أعطاهم الله المال يتصدقون منه ويعتقون،
ويشاركون الفقراء في الأعمال الأخرى، وهذا فيه أن الغنى من المسلمين لا يتكبر
بغناه وثروته، وإنما يجتهد في العبادة كغيره، فلا يطغى بماله، وينسى ذكر الله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ
وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [المنافقون: 9]، فالثروة الحقيقية
هي الأعمال الصالحة، أما ثروة الدنيا، فهذه إن كان وفق صاحبها لبذلها في الخير،
فهي زيادة خير، وإن لم يوفق لبذلها في الخير؛ فإنها تكون حسابا عليه ومسؤولية عليه
يوم القيامة، ومن هنا اختلف العلماء: هل الأفضل الغني الشاكر، أو الفقير الصابر؟
بعض العلماء يفضل الفقير الصابر على الغني الشاكر، وبعضهم العكس يفضل الغني الشاكر
على الفقير الصابر، والصحيح أن أفضلهما أتقاهما لله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ
خَبِيرٞ﴾ [الحجرات: 13]، سواء كان غنيًا أو فقيرًا،
فأفضلهما أتقاهما لله عز وجل.
فهذا الحديث: فيه مشروعية هذا الذكر بعد الفريضة: سبحان الله ثلاثًا وثلاثين، والحمد لله ثلاثًا وثلاثين، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين، هذه تسع