×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن سهل بن سعدٍ الساعدي قال: رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، قَامَ فَكَبَّرَ وَكَبَّرَ النَّاسُ وَرَاءَهُ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ رَفَعَ فَنَزَلَ الْقَهْقَرَى حَتَّى سَجَدَ فِي أَصْلِ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ عَادَ، حَتَّى فَرَغَ مِنْ آخِرِ صَلاَتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا بِي، وَلِتَعْلَمُوا صَلاَتِي»([1]).

وفي لفظٍ: «صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ كَبَّرَ عَلَيْهَا، ثُمَّ رَكَعَ وَهُوَ عَلَيْهَا، فَنَزَلَ القَهْقَرَى»([2]).

 

هذا الحديث فيه مسائل:

المسألة الأولى: فيه مشروعية اتخاذ المنبر للجمعة، والعيد، والاستسقاء، وأنه ينبغي أن يخطب الخطيب على منبر؛ ليظهر أمام الناس، ويروه، ويكون هذا أبلغ في الإعلام، فيتخذ المسلمون منبرًا للجمعة، سواء كان من البناء، أو من الخشب، أو من أي شيء مرتفع، فاتخاذ المنبر في الجمعة سنة من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، هذه مسألة.

المسألة الثانية: فيه أن علو الإمام على المأمومين إذا كان يسيرا، فإنه لا يضر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى على المنبر، والصحابة على الأرض، فدل على أن علو الإمام إذا كان يسيرا، فإنه لا يضر.

المسألة الثالثة: في الحديث دليل على تعليم الصلاة للناس، تعليمها بالفعل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا من أجل أن يتعلموا صلاته، ويقتدوا به صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (917)، ومسلم رقم (544).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (917).