عن عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الجُمُعَةَ
فَلْيَغْتَسِلْ»([1]).
المسألة الرابعة: في الحديث دليل على
وجوب الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة وفي غيرها؛ لقوله تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21]، وقوله صلى الله
عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»([2])، فالصلاة تؤدى على
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يزاد فيها، ولا ينقص، وصفة صلاة النبي صلى
الله عليه وسلم محفوظة ومدونة في الأحاديث الصحيحة، حتى كأنك تراه صلى الله عليه
وسلم.
وفي الحديث مسألة
خامسة: وهي أن الحركات اليسيرة لا تضر الصلاة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يصعد وينزل في أثناء الصلاة، فدل على أن الحركات اليسيرة لا تضر الصلاة.
من سنن يوم الجمعة الاغتسال، الاغتسال بالبدن، وذلك من أجل أن يزيل ما يعلق على جسمه من الأوساخ والعرق والروائح الكريهة، ويأتي إلى الجمعة بنظافة ورائحة طيبة، فغسل يوم الجمعة مشروع، وبعض العلماء يرى أنه واجب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «غُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ»([3])، والجمهور على أنه سنة، وليس واجبًا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنِ اغْتَسَلَ فَهُوَ أَفْضَلُ»([4])، فدل على أن الغسل ليس واجبًا، وأما قوله: «وَاجِبٌ عَلَى
([1]) أخرجه: البخاري رقم (894)، ومسلم رقم (844).