مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُۢ﴾ [لقمان: 34]، هذه الأمور الخمسة
لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، لم يطلع عليها أحدًا من خلقه؛ لا الملائكة،
ولا الأنبياء.
وهذا فيه دليل على
أنه لا ينبغي عند الكسوف والخسوف أن الناس يضحكون ويمزحون، بل يجب أن يخافوا، وأن
يبكوا، وأن يتضرعوا إلى الله، ويدعوا الله عز وجل، لا يكون عندهم غفلة وضحك، أو
أنه يتباطأ عن صلاة الكسوف وينام، بل عليه أن يبادر إلى الصلاة مع المسلمين، ولا
يتساهل فيها.
«فَقَامَ فَزِعًا
يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ»، هذا فيه دليل على أنها تصلى جماعة في المسجد،
وما تصلى فرادى، ولا تصلى جماعة في غير المسجد.
«فَقَامَ فَصَلَّى
بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَسُجُودٍ، مَا رَأَيْتُهُ يَفْعَلُهُ فِي صَلاَتِهِ قَطُّ»، تمتاز صلاة الكسوف
بالطول في قيامها وركوعها وسجودها على غيرها من الصلوات.
«ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ
هَذِهِ الآْيَاتِ الَّتِي يُرْسِلُهَا اللهُ عز وجل لاَ تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ،
وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ اللهَ يُرْسِلُهَا، يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ،
فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا، فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ الله، وَدُعَائِهِ،
وَاسْتِغْفَارِهِ»»، كما سبق في الأحاديث نفي أن يكون الكسوف سببًا لحدوث حدث
في الأرض، من موت، أو حياة، أو مرض، أو رخص، أو غلاء في الأسعار، أو غير ذلك من
الأمور، وإنما هو آية تخويف من الله عز وجل، وأيضًا آية من آيات